ثورة ابن حفصون ودورها في سقوط الخلافة الأموية بالأندلس

(316-267ه/928-880م)

Abstract

     ثورة ابن حفصون من الثورات  التي قامت في جنوب شرق الأندلس ضد الخلافة الأموية التي نشأت سنة (138ه/ 755م) بعد سقوط دولتهم بالمشرق الإسلامي على يد الدولة العباسية سنة (132ه/ 750م) استطاعت هذه الثورة زعزعة كيان الخلافة الأموية، وكان لها أثر واضح على  استقرار الدولة الأموية وتماسكها ومن ثم سقوطها.

   قام ابن حفصون بجمع جيش مكون في أغلبه من العاطلين عن العمل والبسطاء وأيضاً الرعاع وذلك لرفع الظلم الاجتماعي عن المولدين الذي ينتسب إليهم، و المهمشين من البربر وغير العرب ويستقل عن المركزية في قرطبة، كانت ثورته من أهم الأسباب التي أدت إلي سقوط الخلافة الأموية بالأندلس حيث استمرت حوالي نص قرن، عانت خلالها الدولة الأموية الويلات من عدم الاستقرار وانعدام الأمن والأمان وقد واكبت هذه الثورة ثلاثة من الخلفاء الامويين، بالإضافة إلي الخسائر البشرية والمادية للدولة حيث قامت بتجهيز الجيوش أكثر من مره لمجابهة هذه الثورة للقضاء عليها. 

استطاعت هذه الثورة إضعاف الحكومة المركزية لدولة الاموية بالأندلس لما سببت من عدم استقرار طيلة خمسين عاماً من تاريخ الدولة الاموية.

إشكالية الدراسة:

        هل أسهمت ثورة عمر بن حفصون في إضعاف السلطة المركزية بالأندلس لتعجل بسقوط الدولة الاموية فيها أم لا؟ ومن هنا نطرح التساؤلات التالية:

• هل السبب الرئيسي لهذه الثورة هو الأوضاع السائدة في ذلك الوقت والعنصرية التي كانت تتعامل بها الدولة الأموية فالأندلس؟ أم أن السبب الحقيقي لها هو كون ابن حفصون كان مسلماً ارتد عن الإسلام واعتنق المسيحية وحارب الأمويين بالأندلس؟ أم أن الاختلاف إنما هو ناجم عن الاختلاف فالمذهب وليس الدين؟ ومن هنا تتفرع لنا عدة أسئلة سنجيب عليها بأذن الله خلال دراستنا:
• كيف تمكن ابن حفصون من تعزيز قوات جيشه ومجابهة الخلافة؟
• هل كان ابن حفصون فعلا يعتنق المسيحية أم انه كان مسلماً؟
• ما أبرز نتائج هذه الثورة وما تأثيرها على الدولة الإسلامية بالأندلس؟
• ممن أستمد الدعم لنجاح ثورته؟

اعتمد الباحث على المنهج التاريخي السردي لسرد الأحداث التاريخية من مصادرها وتحليلها بما يتوافق وإشكالية البحث وأهدافه.