الوحدة الإسلامية مقصد عقدي في القرآن والسنة

Abstract

    فالمتأمل في القرآن الكريم يجد في كثير من آياته الدعوة إلى الوحدة والتزام الصف الواحد وجعل هذه الوحدة شعاراً للأمة الإسلامية , وأول ما يطالعنا من الآيات القرآنية التي كانت أساساً للوحدة والتي اتخذ منها الشعار العام للشخصية الإسلامية المتحدة , ما حكاه الله عن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام في قوله – تعالى-] رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ [^([1]), دعوا لأنفسها بالإسلام لله تعالى   والإخلاص له , وأن تكون ذريتهما أمة مسلمة لله تعالى , يدفعهم إلى العمل الإيمان بالله ويتوج حياتهم العملية التعاون والوحدة في سبيل الله , وبذلك كانت الوحدة في الإيمان والعمل , أساساً وشعاراً للأمة في نظر الإسلام منذ أن وضعت اللبنة الأولى في بنائه على عهد إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام, ومما يؤكد أن الإسلام يرفع شعار الوحدة أن الله تعالى بعث رسوله محمداً - صلى الله عليه وسلم - بهذا الدين للناس أجمعين ولم يخص به جنساً دون جنس أو طبقة من الناس دون طبقة , وأخذ يغرس في نفوس الناس معاني الوحدة   فكلهم خَلقُ الله وكلهم أولاد آدم , قال - تعالى - في محكم آياته :]  هُوَ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا [^([2]), وقال أيضاً :]  يا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي فَمَنِ اتَّقى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [^([3])  وقال – سبحانه - :]   يَابَنِى آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ   [^([4]) .

([1]) البقرة , 128 .

([2]) النساء , 1 .

([3])  الأعراف , 35 .

([4])  الأعراف , 27 .