الأسس الشرعية لدور الشباب الإفريقي في نبذ العنصرية في منطقة الساحل والصحراء

الملخص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد النبي الكريم وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين وعلى من اهتدى بهديهم واقتفى أثرهم ونهج نهجهم إلى يوم الدين، وبعد.

إن الإسلام قد جاء للناس كافة، ودعا إلى المساواة بين البشر وحارب التفرقة العنصرية، فقد أعلن القرءان الكريم أن التفاضل بين البشر لا يكون إلا بميزان التقوى فحسب،  قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ...} "سورة الحجرات الآية 13"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح)، فالعنصرية : داءٌ إذا ما حل بأي مجتمع كان هذا المجتمع مهدد بالخراب والدمار، ولن يكون للسم عنوان فيه، هذا المجتمع سيتفكك ليصبح طبقات،  كل طبقة اجتماعية فيه تبحث عن طبقة أدنى منها تحتقرها وتمتطيها وتخفف بواسطتها الثقل الذي سببته الطبقة الأعلى منها فوقها،  أما المساواة : فهي الدواء لهذا الداء الخطير، هي التي تحقق البناء والسلم في المجتمع، وقد بنى الإسلام منهجا قويماً للحد من هذه الآفة الخطيرة التي تهدد سلم المجتمعات، ووضع أسس لنبذها، ووضع منهاجاً آخراً لنشر ثقافة العدل والمساواة وتعزيز السلم في المجتمعات.