جهود الشيخ عبد الله اجمال رحمه الله في خدمة علم مصطلح الحديث

منظومة "العقد النضر" (الجمانة) أنموذجاً

الملخص

لقد مَنّ الله على بلدي ليبيا بنخبة من العلماء الأجلاء في علوم مختلفة، كالفقه وأصوله، والتفسير، والحديث، واللغة وغيرها، ويعتبر علم الحديث من أسمى العلوم التي حفظ الله سبحانه بها سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فقيّض لها من العلماء من رتبوا معالمها، وذادوا عن حياضها، فنفوا عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.

ومن القامات العلمية التي استعملها الله في هذا الشأن العظيم (الشيخ أبو محمد عبد الله علي اجمال) - رحمه الله تعالى – فقد جاد على الأمة بعلم غزير، وذخر وفير في مجالات شتى، ومن هذه المجالات علم الحديث، ومن آثاره القيمة كتاب (العمل بخبر الآحاد)، وكتاب (منظومة العقد النظر)، وكتاب (الفتاوى الحديثية)، وإظهارًا لجوانب هذا العلم ارتأيت أن تتناول الدراسة كتاب ( منظومة العقد النظر) المشهور بالجمانة، وذلك من خلال دراسة مختصرة للتعريف بمؤلِّف الكتاب وما مرّ به في سجنه وكان له الأثر الكبير في إغفال أثره العلمي، ثم التعريف بالكتاب وسبب تأليفه، والمنهجية التي سار عليها في المؤلف في ترتيبه، مقارنة بباقي الكتب الحديثية كالمنظومة البيقونية وشرحها، وكتاب تيسير مصطلح الحديث للطحان من المتأخرين، واختير هذان الكتابان لأنهما تميزا بقرب أسلوبهما وكتابتهما مما كتبه الشيخ اجمال رحمه الله تعالى؛ فالأول منظومة في ذكر الحديث وأنواعه، والثاني ملخص لطلبة العلم والمبتدئين كما هو حال الشيخ في تأليف كتابه.