موقف ابن الحاجب من القراءات القرآنية

عرض وتحليل

الملخص

إن علم القراءات القرآنية قد نال تشريفه ورفعته بانتسابه إلى كتاب الله من خلال هذا التركيب الإضافي، وهو علم يعنى بترتيب القراءات والروايات القرآنية، وتنوع الأوجه والطرق لكل رواية أو قراءة، وقد اجتهد علماء الأمة في ضبط القواعد التي تنظمها، كما تحدثوا عن طرق أدائها وكيفيته وإن اختلفوا في قبول القراءات بمجملها، أو السبعية منها، أو دونها أو فوقها، فإن مرد ذلك إما أنه يتعلق باللغة، أو الأداء، أو الصوتيات أصولا وفرشا، أو أنه متعلق بصحة السند، وضوابط قبول القراءة.

وابن الحاجب الذي توجهت همته إلى اللغة، وعرف من خلال مصنفاته: الشافية، والكافية، والمقصد الجليل في علم خليل، فإنه قبل ذلك كان تلميذا لِعَلَمٍ من أعلام الأمة في القراءات هو الإمام أبو القاسم الشاطبي (ت:590هـ) رحمه الله، صاحب منظومة (حرز الأماني) في القراءات السبع، فنقل هذا العلم من مصادره، بل إنه جلس لتعليمه أيضا، والجانب اللغوي الذي تناوله بالدراسة والبحث والتأليف كانت له علاقة بالصوتيات التي تسمى عند علماء القراءات القرآنية بعلم التجويد. إضافة إلى أن اهتماماته اللغوية كونت له موقفا عن القراءات القرآنية أصولا وفرشا.

وهذه الورقة تتناول الإشارة إلى ضوابط قبول القراءة، وأنواع القراءات وتطرح موقف ابن الحاجب من القراءات القرآنية السبعية وغيرها، واستشهاده أحيانا بالقراءات الشاذة، كما تتعرض للدرس الصوتي عند علماء اللغة، وتتناول بالخصوص: الإمالة، والإدغام، والهمز، وتوضح الورقة الجوانب التي تناولها ابن الحاجب في باب الهمز من حيث استعمالها اللغوي، ومخرجها الصوتي، وأنواع تخفيفها.

وتخلص الورقة إلى خاتمة تتناول الإشارة إلى جملة من النتائج والتوصيات التي خلص إليها البحث، مع ثبت من المصادر والمراجع.