الهيئات الدينية الصليبية ودورها في بلاد الشام

من القرن الحادي عشر حتى القرن الثالث عشر الميلادي

الملخص

قد عرف الحجاج المسيحيون الأماكن المقدسة في المشرق الإسلامي منذ وقت مبكر وخاصة في بلاد الشام, فعندما ظهرت الديانة المسيحية في الشرق خلال القرن الأول الميلادي وعبرت إلى غرب أوربا, أصبح الحج المسيحي إلى بيت المقدس من الممارسات الدينية التي نمت نمواً شبه عضوي منذ ظهور هذه الديانة وانتشارها, فقد سعت الكنسية إلى تحويل حماسة رجال الدين والرهبان إلي نشاط يجلب رضا الرب_ حسب معتقدهم_ الأمر الذي ترتب عنه ظهور هيئات دينية ذات طابع إنساني خيري, هدفها تقديم المساعدات للحجاج المسيحيين, فضلًا عن الاهتمام بالجنود الصليبين ومعالجتهم ورعايتهم, إلا أنه بمرور الوقت انحرفت هذه الهيئات الدينية عن مبادئها الأساسية؛ لتتحول إلى مؤسسات عسكرية, ومالية, حظيت بدعم ملوك أوروبا وقادة الحروب الصليبية؛ واتجهت الكنيسة لمباركتها وتأييدها في حروبهم ضد المسلمين؛ لتسهم في استمرار وتثبيت الوجود الصليبي في المشرق الإسلامي.