عدد خاص بالمؤتمر العلمي الأول للامن الغذائي وسلامة الغذاء المنعقد في الفترة 16- 17 أكتوبر 2016 م

مقدمة العدد + الفهرس

الملخص

المقدمة الخاصة بالمؤتمر

لقد دعا القرآن الكريم الإنسان إلى النظر والتأمل في طعامه الذي أنعم الله سبحانه وتعالى به عليه وعلى سائر المخلوقات، فهذا الطعام سواءً كان نباتيا أو حيوانيا جاء إلينا بفضله عز وجل بما أنزله على الأرض من الماء الذي جعلها تهتز وتربو وتنبت من كل شيء. عرف الأمن الغذائي بأنه استمرار حصول المواطنين على غذاء يتوافر فيه عوامل التغذية الأساسية ويكون آمنا يضمن الصحة والسلامة. وقد عرفته منظمة الأغذية والزراعة بأنه تأكيد حصول جميع أفراد المجتمع على الموارد الطبيعية والقوة الشرائية للحصول على ما يحتاجون إليه من الغذاء. وسلامة الغذاء هي خلو الغذاء من جميع عوامل التلوث الميكروبيولوجي أو البيئي الذي يحوله إلى غذاء ضار بصحة المستهلك ويتضمن ذلك عوامل التلف والانحلال الذاتي، فمن الضروري ان تكون جميع الظروف أثناء الإنتاج والتصنيع والتخزين والتوزيع والإعداد للغذاء تخضع للشروط الصحية حتى لا يسبب أي مخاطر على صحة الإنسان. إن ملف الأمن الغذائي وسلامة الأغذية على مستوى كافة دول العالم لا يزال ثقله المالي والتنظيمي يؤرق حكومات الدول المتقدمة ويربك خططهم في الوصول إلى المثالية في حماية المستهلك، فما بالك بحكومات العالم الثالث ونحن منها لذلك حل مشاكل هذا الموضوع الحيوي والشائك في نفس الوقت لن يكون بالأمر اليسير على أحد. والحديث عن الأمن الغذائي وسلامة الأغذية بليبيا على كل الألسنة وهي حقيقة للأسف، يمكن قراءته بوضوح من خلال الوضع الصحي لليبيين، والذي لا يخفى على أحد، من حيث إنتشار معدلات الإصابة بالعديد من الأمراض، وهذا راجع إلى أهم أسبابه ضعف المنظومة المسؤولة على الأمن الغذائي وسلامة الأغذية.
إن العالم المتقدم اليوم أصبح لديه ما يكفي من معايير الجودة التي يشترط تطبيقها على الخدمات والمنتوجات الاستهلاكية التي تقدم للمجتمع، وأصبح يقاس أداء هذه المعايير المختلفة بمؤشرات خاصة لكل منها ومن هذا المنطلق أصبح لزاما علينا اللحاق بركب من سبقونا في هذا المجال والبحث عن الوسائل التي تساعدنا في خلق مؤسسات فاعلة وفعالة وذات جودة لتصبح قادرة على النهوض والتطور.