التفسير بمعهود استعمال القرآن الكريم عند ابن عاشور
الملخص
إن اعتبار الأحوال والقرائن التي رافقت الخطاب واكتنفته وسيلة لا غنى عنها لفهم مراد خطاب المتكلم , خاصة عند تعدد وجوه حمل الخطاب على المعاني التي يتسع لها، وهي أداة للترجيح فالقطع بالمعنى المراد، وتعيينه من بين المحتملات، وبالمقابل فإن إغفال اصطلاحات وعادات المتكلم وتصوراته , يجر إلى معنى دخيل على غرض المتكلم، وفهم مجانب لهدفه , فغاية منحرفة عن مقصده، فاستنباط مفارق لمراده من الخطاب وشطط عنه , فكان للإحاطة بمعهود استعمال المتكلم ألفاظا وتراكيبا أثر بالغ وأهمية كبيرة , حتى صار المعنى المتبادر والمراد المستنبط يتوقفان عليه , فاختبأت الغاية خلفه، واستترت الإشارة وراءه، وإن المطالع لكلام العرب، والمدقق في فصاحتهم وضروبها، والمتذوق لبيانهم ومناحيه , ليقف عاجزا متحيرا في فهم معاني كلامهم، ومغزى أساليبهم، وأغراض نظمهم , حتى يسافر بفكره وقلبه إلى الزمان والمكان الذي قيلت فيه , فيرسم في خياله شخصية قائلها، والوسط الذي تبلورت فيه ثقافته , حتى يستطيع الكشف عن المعاني ويستنبط الأغراض، ويتمكن من الغوص لسبر المقاصد فالوصول إلى المراد.
المراجع
(1) البرهان في علوم القرآن للزركشي،تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم،ط3، 1404هـ،مكتبة دار الثرات،القاهرة –مصر- 1/199، 200.
(2) الإتقان في علوم القرآن للسيوطي،تحقيق:مركز الدراسات القرآنية،ط1،وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والإرشاد،مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف،المدينة المنورة–المملكة العربية السعودية- 1/189
(3) التحرير والتنوير لابن عاشور،ط،1984م، الدار التونسية للنشر ،تونس، 1/32.
(4) عرف القرآن،والمعهود من معانيه واستعمالاته،وأثره في الترجيح الدلالي(دراسة تأصيلية تطبيقية) ، لأحمد فالح محمود الخالدي،رسالة لاستكمال متطلبات نيل درجة الدكتوراه في تفسير القرآن وعلومه بجامعة اليرموك(2007/2008م)،إربد-الأردن-.
(5) عادات القرآن الأسلوبية:دراسة تطبيقية،لراشد بن حمود الثنيان،ط1،1432هـ-2011م،رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في القرآن وعلومه، بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود،الرياض-المملكة العربية السعودية.
التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2019 د. مفتاح علي محسن
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.