دور علماء ليبيا في ترسيخ الهوية الوطنية من خلال خدمة الفقه المالكي
الكلمات المفتاحية:
الفقه، ليبيا، المذهب المالكي، الهوية الدينيةالملخص
يعتبر الفقه المالكي ركيزة أساسية من الركائز الدينية الثلاث المكونة للهوية الدينية للمجتمعات الأفريقية المسلمة عموما، وبشمال أفريقية خصوصا، وبدولة ليبيا بالذات، توارثها وتعاقبها الناس جيلا بعد جيل، رواية ودراية، لما حققه من اتحاد مجتمعي ينتمي لنسيج واحد، محققا مقصدا شرعيا مرعيا عظيما، وذلك منذ القرون الأولى للإسلام، ولهذا حَرَص علماء ليبيا على خدمة المذهب المالكي خدمة جليلة، وهذا بارزٌ وظاهرٌ جلي في العمل الهام؛ وذلك في التصنيف والتأليف والشرح والتحشية لما حوته الخزينة الفقهية اللّيبية، التي تعتبر رافدا كبيرا ومدرسة من مدارس الفقه المالكي بجدارة، وذلك في التمسك بالفقه المالكي ديانة وقضاءً، إذ لا يمكن الفصل –بل لا يكاد- بين القيروان وليبيا، حيث تم الامتزاج بينها فصارا واحدا، فهذا سُحنون يدرس بطرابلس أثناء مروره بها قافلا إلى بلاده، وهذا محمّد بن معاوية الطرابلسي يروي عنه أهل القيروان الموطأ، وموسى بن عبد الرحمن الطّرابلسي المعروف بالقطّان يروي عن سُحنون ويسمع منه ابن مسرور وأبو العرب وأبو القاسم زياد بن يونس، وابن أبي زيد يروي عن أبي العرب، وابن المنمر الطرابلسي يرحل إلى القيروان ليسمع من ابن أبي زيد والقابسي، ورجوعا للأصل؛ تذكر المصادر التاريخية أن عدد الأفارقة الذين رحلوا إلى الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه في ذلك الوقت يربو على الثلاثين، وهذا ما قرره محمد بن الحارث الخشني القيرواني رحمه الله تعالى، من علماء القرن العاشر الهجري.
وابتناء على هذا، قامت هذه الدراسة الهامة لبيان جهود علماء ليبيا العظيمة والجليلة في خدمة الفقه تأليفا وتصنيفا، وشرحا وتحشية، من خلال عملية استقرائية لما استقر عليه العمل من التدريس والاعتناء العلمي العملي المؤلف داخل الربوع الليبية المباركة، انطلاقا من الإشكالية التالية:
ماهو دور العلماء الليبيين وجهودهم في خدمة الفقه المالكي؟
المراجع
الهنتاني نجم الدين، المذهب المالكي بالمغرب العربي، دار تبر الزمان، تونس، ط1، 2004، ص 28.
عمر الجيدي، مباحث في المذهب المالكي، دار الهلال العربي، الرباط، المغرب، ط1، 1993، ص 16.
المصدر نفسه، ص 28.
الريسوني أحمد، نظرية المقاصد عند الامام الشاطبي، دار الأمان، تونس، 1991، ص 58.
موطأ الامام مالك، تحقيق محمد الشاذلي، بيروت، لبنان، ط 2، ج2، 1980، 55.
محمد عز الدين الغرياني، منشورات جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، طرابلس، ليبيا، 2010، ص ص 46 47.
محمد عز الدين الغرياني، المذهب المالكي النشأة والموطن وأثره في الاستقرار الاجتماعي، دار التوفيق، القاهرة، مصر، ط1، 2000، ص 24.
القاضي عياض، أبو الفضل عياض بن موسى، ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب الإمام مالك، تحقيق أحمد بكير محمود، مكتبة الحياة، بيروت، لبنان، ط1، 1932، ج3، ص80.
محمد إبراهيم أحمد، اصطلاح المذهب عند المالكية، ط1، دار الرسالة، بيروت، لبنان، 1987، ص 72-79.
أبو الوليد الباجي، احكام الفصول في أحكام الأصول، تحقيق عبد الحميد، دار الغرب الاسلامي، دمشق، سوريا، ط1، ص480-481.
حسن مشاط، الجواهر الثمينة في بيان أدلة عالم المدينة، دراسة وتحقيق عبد الوهاب بن ابراهيم أبو سليمان، دار الغرب الاسلامي، بيروت، لبنان، ط1، ص 230.
حمزة أبو فارس، أضواء على جوانب من حياة ليبيا العلمية، منشورات ELGA بمالطا، 2001م، ص94.
ينظر للمزيد: ناصر الدين محمد الشريف، الجواهر الإكليلية في أعيان علماء ليبيا من المالكية ، دار البيارق، عمان، الأردن، ط1 ، 1999م، ص 42-34.
نجم الدين الهنتاتي، المذهب المالكي بالمغرب العربي، مرجع السابق، ص 139.
موسوعة البحوث والمقالات العلمية، جمع واعداد الباحث في القرآن والسنة علي بن نايف الشحود، ج1، ص 222.
ناصر الدين محمد الشريف، الجواهر الإكليلية، مرجع سابق، ص37.
القاضي عياض، ترتيب المدارك، دار الرسالة، بيروت، لبنان، ج3، ط2، 2001، ص 323.
ينظر للمزيد: حمزة أبو فارس، أعلام المذهب المالكي في ليبيا حتى القرن الخامس الهجري، الدار المغربية للنشر والتوزيع، المغرب، ص35.
حمزة أبو فارس، المدرسة الفقهية المالكية في ليبيا خلال القرون الستة الأولي للهجرة (مصادرها وأشهر علمائها).
ينظر: إبراهيم بن علي بن محمد، ابن فرحون، برهان الدين اليعمري، الديباج المذهّب في معرفة أعيان علماء المذهب، دار التراث للطبع والنشر، القاهرة، مصر، ط1، 2005، ج1، ص 259.
ناصر الدين محمد الشريف، الجواهر الإكليلية، مصدر سابق، 423-420.
المصدر نفسه، ص41.
ناصر الدين محمد الشريف، الجواهر الإكليلية، مصدر سابق، ص 423-420.
المصدر نفسه، ص 42.
ابن فرحون، الديباج المذهّب، مصدر سابق، ج2، ص 114.
عبد السلام علي جبريل حسن، مجهودات علماء ليبيا في ازدهار المذهب المالكي دراسة وصفية تحليلية، مجلة القلم، جامعة القلم للعلوم الإنسانية والتطبيقية، إب، اليمن، المجلد 8، العدد 26، ص 14.
ينظر، شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج10، ص 226.
اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب بن واضح، كتاب البلدان، وهو ملحق بالمجلد السابع من كتاب الأعلاق النفسية، تصنيف أبي علي أحمد بن عمر ابن رستة، طبع في لندن، سنة 1981، ص: 344، وكذلك الإمام سحنون والمسجد الجامع بإجدابية، فقد نقل عنه قوله: "سمع مني العلم سنة إحدى وتسعين ومائة أهل إجدابية" : كتاب الحلل السندسية في الأخبار التونسية، أبي عبد الله محمد بن محمد الأندلسي، الشهير بالوزير، مطبعة الدولة التونسية بحاضرتها المحمية، تونس، ط1، 1287ه، ص 180.
هو عبد الله بن محمد بن خالد بن مرتنيل، أبو محمد، من أهل العلم والفقه، سمع من أبيه وعيسى بن دينار ويحيى بن يحيى، رحل فسمع من سحنون الأسدية قبل أن يدوّنها، وسمع بمصر من أصبغ بن الفرج وعبد الملك بن هشام، كان متدينا ورعا مهيبا منقبضا عن السلطان معظما للعلم، كان الناس في مجلسه كأنما على رؤسهم الطير إجلالا له وكان حافظا للفقه مقدما على أصحابه وبيته بيت علم وجلالة وابنه أحمد من أهل العلم والجلالة يكنى أبا عمرو. وتوفي عبد الله سنة ست وخمسين ومائتي، ينظر: ابن فرحون، الديباج المذهّب، مصدر سابق، ج1، ص440.
ابن فرحون، الديباج المذهّب، مصدر سابق، ج1، ص 440.
ينظر: رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية، ابو بكر عبد الله بن محمد المالكي، 1/353، وكذلك: ترتيب المدارك، القاضي عياض، 4/51.
طبقات علماء إفريقية لأبي العرب، ص54.
أبو بكر عبد الله بن محمد المالكي، رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وأفريقية، تحقيق بشير البكوش، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، ط2، ص354.
حمزة أبو فارس، أضواء على جوانب من حياة ليبيا العلمية، مصدر سابق، ص36 وص88.
المصدر نفسه، ص 121 ومابعدها.
حمزة أبو فارس، أضواء على جوانب من حياة ليبيا العلمية، مصدر سابق، ص 89.
راشد الحقان، خدمة العلماء الليبيين للمذهب المالكي، جامعة الكويت، ص 562.
التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2024 جلال لمرد
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.