أثر المؤسسات التعليمية في ازدهار الحضارة الاسلامية

الملخص

إن من يتدبر آيات القرآن الكريم، وأحاديث الرسول- صلى الله عليه وسلم-، وآثار السلف الصالح، لا يجد صعوبة في العثور على أدلة واضحة وصريحة على مدى الاهتمام بالتعليم والعلم وأهله، وإن المتأمل في تاريخ الحضارة الاسلامية يجدها مهتمة بتعليم أبناء المسلمين من سن مبكرة، ويتضح هذا جليا من خلال انشائهم لمؤسسات تعليمية مختلفة، كان لها أبرز الأثر في رقيها وتقدمها؛  فكل مؤسسة تهتم بتعليم شريحة عمرية معينة، وسأتناول في هذا البحث هذه المؤسسات، بداية من  الكتاتيب  التي أعدت لتعليم صبيان المسلمين مرورا بالمساجد و وصولا إلى الرُبُط والزوايا ومنازل العلماء.

لقد رأيت أن يكون عنوان هذا البحث (أثر المؤسسات التعليمية في ازدهار الحضارة الاسلامية) لما له من أهمية  في الوقوف على هذه المؤسسات التعليمية في ذلك الوقت، وسأتبع في بحثي هذا المنهج التاريخي السردي، للوصول إلى الهدف الذي أسعى إليه وهو: إبراز هذا الأثر والذي يكمن في عملية الترابط بين  المؤسسات كافة، لاسيما مؤسستي الكُتاب والمسجد في تعليم كل منهما لشريحة عمرية معينة إضافة إلى الرُبط والزوايا ومنازل العلماء التي كانت متاحة للجميع.