قراءة تأويلية في سينية البحتري

الملخص

إن الذات التي نتعامل بها مع نص ما، يمكن أن تولد لدينا عند قراءته بقصد فهمه أو تأويله ردة فعل، قد تكون مع النص (الإعجاب) فنبحث فيه عما هو مناسب ، كالتماسك  والانسجام، ويكون ذلك منطقيا، لأننا وقعنا تحت سلطة تأثيره، وفي الوقت ذاته ربما تولد ردة فعل مغايرة تماما عن الأولى,إذا ما تعاملنا مع النص بشيء من العدائية، وذلك بأن نبحث عن تناقضه وتضارب محتواه، ومن ثم سنتخذ موقفا يسمح لنا بأن " نراقب مراقبة فاعلة العناصر التي تتضارب فيه ومواطن الحذف والاختزال فيه ... وبذلك فهو ينطوي في ذاته على قيمة،بمعنى أنه يتوافر على عملية إنتاج جديدة للمعنى من لدى القاريء".

وليس بوسعنا أن نحكم على كلا الموقفين بأنه سلبي أو إيجابي، لأن كلا منهما يعتبر أثرا للتفاعل مع النص،مفترضين أن الشاعر قد يستعين بحرية القاريء كي يشترك معه في إنتاج نصه. ولكن ربما يمكن أن نقول إنه في الحالة الأولى ثمة انصياع للنص أو استسلام له،وهذا الانصياع ربما يكون سببا في الحد من فاعليته،أو وأده، لأننا لا نفهم من النص إلا ما وقع في أذهاننا، ويقوله هو صراحة، فيصبح النص حينئذ محصورا بقراءة واحدة متجانسة ، ولكنها سلطوية وربما ناقصة.