منظومة الشيخ أحمد الدردير الحضيري في ذكر تفرق الأمة ( 1292- 1330ه / 1875 – 1912م )

تحقيق وتعليق

الملخص

يعتبر الشيخ الشهيد أحمد الدردير الحضيري – رحمه الله تعالى- من علماء فزان، الذين أثروا الفقه المالكي؛ بما ألفوه من مؤلفات في الفقه وغيرها، نثرا أو نظما، منها: علم الميراث، والسيرة النبوية، وتاريخ المذاهب والفرق الإسلامية، والتاريخ والتراجم، وعلم الفلك، والفتوى نظماً ونثراً، وكل ذلك على الرغم من صغر سنه، وقصر مدة حياته، رحمه الله تعالى، فقد بدأ التأليف في سنِّ الخامسة عشر، وعاش أقل من أربعين سنة، فقد كان مع غزارة علمه - رحمه الله تعالى - مجاهدا مشاركاً في الدفاع عن الوطن ضد الغزو الإيطالي، وقد استشهد على أثر ذلك.

وقد جاءت هذه الدراسة محاولة الوقوف على شيء من ذلك، من خلال منظومته «افتراق الأمة» وهي تقع في (18) بيتا من بحر الرجز، نظم فيها أسماء الفرق الإسلامية وأصولها وعددها حتى أوصلها إلى ثلاث وسبعين فرقة. ومما يزيد هذه المنظومة نفاسة أن أحد علماء فزان وهو الشيخ سالم بن عبد الرحمن الحضيري - رحمه الله - قد بيضها ونكَّت عليها.

ومن هنا تهدف هذه الدراسة إلى التعريف بالشيخ، وبذكر ما خلفه من نتاج علمي في جانب العقيدة، مما كان له الأثر الطيب على مجتمعه في فزان، والعالم الإسلامي عموماً، وتهدف أيضاً إلى تحقيق المنظومة وضبطها، وبيان مفرداتها، ومنهج الشيخ فيها.

وقد أجابت عن بعض تساؤلات الدراسة، وبينت أن الشيخ كتب منظومته لكي تحفظ، وتكون سهلة على طلاب العلم، وقد أجاد نظمها واختصارها، وكان اعتماده على كتب الفرق، ومن أبرزها الفرق بين الفرق، فذكر أمهات الفرق وهي أهل السنة، والمعتزلة، والشيعة، والخوارج، والمرجئة، والنجارية، والجبرية، والمجسمَة، وكان منهجه في النظم مختصرا بديعا، اقتصر فيه على ذكر أهم أصول وبدع كل فرقة، فأجاد في الجملة.