الشيخ سالم بن عبد الرحمن الحضيري (ت 1409هـ- 1989 م) وأثره في خدمة عقائد التوحيد

الملخص

يعد الشيخ سالم بن عبد الرحمن الحضيري – رحمه الله تعالى – من علماء فزان المعاصرين الذين كانت لهم مشاركة طيبة في علوم الشريعة؛ فقها وعقيدة، وتصوفا، وسلوكا، ولغة وفي علوم القرآن وغيرها، ولعل من أهم جهود الشيخ العلمية هو منظومته في علم التوحيد التي أسماها عقيدة العُبَّاد، وقد قمت بتحقيقها ودراستها والتعليق عليها، وتضمنت دراستها ترجمة لمؤلفها ونبذة عنه،  وهي تقع في اثنين وسبعين بيتاً، من بحر الرجز، ذكر فيها الناظم ستاً وستين عقيدة من أمات القضايا الاعتقادية، مما احتوت عليها كلمة التوحيد وهي (لا إله إلا الله محمد رسول الله) التي يجب على كل مسلم مكلف الإيمان والإذعان بها.

وقد بدأها الشيخ بالترتيب المتعارف عليه عند علماء التوحيد قاطبة، وهو البداية بالإلهيات، ثم النبوءات، ثم السمعيات، وكان للإلهيات النصيب الأكبر من الأبيات؛ حيث وصلت إلى ثمانية وثلاثين بيتاً، وقد أجاد الشيخ الناظم في منظومته، فهي سهلة مختصرة، شرط فيها على نفسه أن تكون خالية من التعقيد، وهو بهذا يعني المباحث الفلسفية والمنطقية، وأنها كما قال ناظمها: كافية في إخراج الطالب لهذا العلم من ربقة التعقيد والتقليد، وقد ذيّل منظومته بذكر مراتب الدّين الثلاثة المشهورة وهي الإسلام، والإيمان، والإحسان معرفا بها في منظومته، فجاءت منظومة سهلة لا تحتاج لكثير بيان، وشرح، وعناء، ولم يخرج في نظمه هذا عن مشهور أهل السنة والجماعة واعتقادهم الصافي، وقد اعتمد في ذكر هذه العقائد الست والستين على من سبقه من العلماء، ومن أبرزهم الإمام السنوسي، ولا يبعد تأثره بالحبل المتين لابن عاشر، وجوهرة التوحيد لإبراهيم اللقاني، لشهرتهما بين طلبة العلم وأهله غير أن هذه المنظومة تكفي عن كلِّ ما سواها.