المصحف الشريف وجهود الليبيين في حفظه وتدوينه وطباعته

الملخص

إنه منذ نزول القرآن على قلب محمد r تلقفه بلهفة وشوق، فحفظه ووعاه ودعا أصحابه إلى حفظه وإتقانه، وعزز هذا الحفظ بالتدوين، فكلف كتابا يدونون ما ينزل من القرآن الكريم، وقد ورد عنه r أنه كان كلما نزل عليه شيء من القرآن يقول:" ادع لي زيدا وليجئ باللوح والدواة.

  واقتفى أثره المسلمون خلفا عن سلف، فحفظوا القرآن وحافظوا عليه، واهتموا بجمعه وكتابته في صحف ثم في مصاحف، ومن ثم طباعته ونشره، وكان لأهل هذا البلد جهود طيبة في هذا المجال، وهذه الورقة تبرز دور الأفراد والمؤسسات في الاهتمام بكتاب الله تعالى حفظا، وتدوينا، وطباعة، ونشرا، وارتأيت أن تكون مشاركتي في هذا المؤتمر العلمي الدولي (جهود علماء ليبيا في خدمة علوم الشريعة) من خلال المحور الثالث وذلك بورقة تتضمن الإشارة إلى جهود الليبيين في إتقان الحفظ، وجودة الأداء، وسلامة النطق، ودقة الرسم والكتابة في الألواح والقراطيس، فحفاظ هذا البلد دونوه مجزءا في الربعات، ومتكاملا في مصاحف مخطوطة قبل أن تنتشر صناعة الطباعة، ومن ثم تابعوا ذلك بالطباعة والنشر فيما بعد، والورقة تتناول تدوين المصاحف القرآنية في صدر الإسلام وبعده، وتشير إلى أهم المراكز العلمية ـ في ليبيا ـ التي حافظت على النص القرآني ، كما توضح دور المؤسسات والأفراد ـ في هذا البلد ـ في التدوين والطباعة والنشر، بالإضافة إلى الخاتمة التي تتضمن أهم النتائج والتوصيات