مِن الثّنائي اللّغويّ في القراءاتِ الأربعَ عشرةَ

الملخص

انبثقت فكرة هذا البحث من أحد موضوعات اللغة العربية، وهو ما عُرف عند الأسلاف باسم: المثلثات اللغوية، وهي مجموعة مكونة من ثلاث كلمات، لها نفس ترتيب أحرفها، وما يتغير منها هو فاء الكلمة أو عينها بحركات ثلاث مثل: الغَمْر، والغِمر، والغُمر، بفتح الغين وكسرها وضمّها، أمّا هذا الموضوع الذي يمكن تسميته بالثنائي اللغوي فهو عبارة عن كلمتين اثنتين لهما نفس ترتيب الأحرف، وما يتغير منهما هو فاء الكلمة أو عينها بحركتين اثنتين فقط، مثل: السَّد، والسُّد، بفتح السين وضمّها، وقد تتّبعت مثل هذا النوع، فوجدت أمثلته كثيرة، فاخترت نماذج من مواطن مختلفة من القرآن الكريم من خلال القراءات القرآنية الأربع عشرة، ثمّ رأيت أن التغير الحركي لفاء الكلمة أو عينها بحركتين قد ينتج عنه تغيّر في دلالة الكلمة، وقد لا يتغيّر معنى الكلمة، فارتأيت أن تكون الدراسة في مبحثين اثنين هما: الثّنائيّ المتّفق المعنى، والثّنائيّ المختلف المعنى، وحاولت إظهار الأثر الذي يحدثه هذا التّغيّر الحركي لفاء الكلمة أو عينها، ومما خلص إليه البحث أنّ الثّنائي اللغوي المتّفق المعنى في القراءات أكثر من الثّنائي اللغويّ المختلف المعنى، وأنّ أكثر الثنائي اللغوي المتّفق المعنى الذي حدث فيه تغير فاء الكلمة أو عينها بحركتين منسوب إلى قبائل العرب، وبعضه تسكّن فيه عينه لأجل التّخفيف، وأنّ أكثر الثّنائي اللغويّ المختلف المعنى غير مسلّم به عند بعض العلماء؛ إذ إن بعضه ورد فيه لغتان باتّفاق المعنى.

وأرجو أن يكون هذا الموضوع فاتحة لجمع أكبر عدد من هذا النوع يجمع بين دُفّتي كتاب؛ إذ لم أقف على من جمع مثل هذا النوع وخصّه بتأليف عند الأوائل، كما فُعِل بالمثلثات اللغوية.