مفهوم الفضيلة عند أرسطو

الملخص

شرع أرسطو في تحليل الطبيعة البشرية وذلك من أجل الوقوف على طبيعة الفضيلة فيها، ومن تم تحديد أنواعها ومراتبها، ومدى علاقتها بالسعادة التي هي الخير الإنساني، وذلك كما هو واضح في أهداف البحث التي من خلالها ندرك أن الإنسان الذي يقصده أرسطو ليس كائناً عاقلاً فقط،؛ بل هو كذلك كائن  اجتماعي يحتوي في داخله على كم هائل من الانفعالات والشهوات التي هي جزء عضوي في طبيعته البشرية، الشيء الذي جعل من الفضائل الأرسطية تنقسم إلي نوعين: نوع يتعلق بالإنسان كإنسان له انفعالات وشهوات، وهو ما يُعرف بالفضائل الأخلاقية المتولدة عن العادة،. والنوع الثاني: يتعلق بالإنسان  بكونه عاقلاً وهو ما يعرف بالفضائل العقلية  الناتجة عن لتعليم. والسعادة بصفة عامة تجتمع في هذين النوعين من الفضائل لتصبح  استعداد طبيعي أو مكتسب يهدف للقيام بالأفعال المطابقة للخير، وذلك وفق سلوك الإنسان وأفعاله التي بها يتحاشى الوقوع في التطرف ومن تم إيجاد الحد الأوسط بين طرفين (الإفراط والتفريط) اللذان كلهما رذيلة. وهذا في مجمله باين في النسق التحليلي الذي وضعه أرسطو للفضائل الكبرى بنوعيها: الأخلاقية والعقلية. وللوصول إلي تحقيق هذه الأهداف المرجوة من البحث، كان من الضروري أن نضع فرضية نستطيع من خلالها: معرفة بيان ما إذا كان مفهوم السعادة عند أرسطو قائم على نوع واحد من الفضائل (الأخلاقية أو العقلية) ؟. إن أهم النتائج الظاهرة من هذا البحث تتمثل في كون مفهوم الفضيلة في عمومه عند أرسطو، لا يمكن أن يوجد إلا باجتماع للفضائل الأخلاقية والفضائل العقلية، أي اجتماع عقل وشهوة، حيث إنه يجب إخضاع الشهوة لحكم العقل، وذلك لكي تتحقق الاعتدال الذي هو في مضمونه يُعبر عن السعادة .