النحو وكتب البلاغة

كتاب "بديع القرآن" لابن أبي الإصبع (654هـ) نموذجاً

Abstract

     يهدف هذا البحث إلى إثبات العلاقة بين النحو والبلاغة، وأن البلاغيين أفادوا كثيراً من الأحكام النحوية باستخدامها في شرح دروسهم البلاغية، ولتحقيق هذا الهدف جعلت أحد أشهر الكتب البلاغية القديمة مصدراً رئيساً للدراسة، وهو "بديع القرآن" لمؤلفه ابن أبي الإصبع العَدوانيّ المصريّ أحد علماء القرن السابع الهجري، حيث درسْتُ أبوابه كلها واستخرجت منها مسائل نحوية ذكرها المصنف لشرح ما جاء في كتاب الله مما اصطلِح البلاغيون على تسميتها (محسِّنات بديعية)، نسبةً إلى علم البديع أحد العلوم البلاغية، ثم رجعْتُ إلى عدد من المراجع للاستزادة مما قاله العلماء بشأنها.  

     وفي نهاية البحث توصَّلْتُ إلى النتائج والتوصيات الآتية:   

أولاً/ العلاقة بين كتاب الله القرآن الكريم وبين البلاغة قوية ومتينة جداً، وما الذي ذكرته في هذا العمل إلا قطرة من بحر، وكتاب (بديع القرآن) نال حظوة كبيرة لدى الباحثين والدارسين، فهو عمل بديع.

ثانياً/ علم النحو في خدمة كتاب الله والعلوم الشرعية واللغوية، وما هذا الربط العجيب في (بديع القرآن) بين كتاب الله وعلم البلاغة بواسطة علم النحو إلا شاهد صدق على هذه الآصرة القوية.

ثالثاً/ أدعو الباحثين في الدراسات العليا بمرحلتيها العالية والدقيقة إلى بذل المزيد من الجهد بحثاً عن الكنوز المخبوءة في كتب علمائنا الأولين، وآمل أن يتسع مجال البحث أفقياً وعمودياً ليشمل كل كتب البلاغة.