الجهاد والمجاهدون في ولاية طرابلس الغرب من همجية الاحتلال إلى سطوة الفاشية

الملخص

     أن التحولات التاريخية الراهنة التي يمر بها الشطر العربي الشمال إفريقي اليوم، تُجيز إعادة بناء معرفة تاريخية وفق الوعي التاريخي الحديث الذي يقوم على إلغاء التأويل أللا منطقي والابتعاد عن الجاهزية ويسمح بممارسة المعرفة التاريخية وفق مبدأ النسبية، فـ <<... التاريخ منظور دائماً لإعادة الكتابة فهو في حالة صُنع دائم لنفسه وفي حالة تجاوز مستمرة تحت إيحاء ضغط أسئلة يلقيها الحاضر على الماضي...>>^([1])، لذا نروم من خلال بعض الدراسات التاريخية في مثل هذه المناسبات تصحيح بعض الإسقاطات؛ كما عبر عن ذلك فريدريك أنجلز  Engels. F بقوله: <<... أن تاريخ العلم هو تاريخ الانتقال من خطأ فادح إلى خطأ أقل فداحة ...>>^([2])، والخروج باستنتاجات تكون أكثر دقة وموضوعية هذا فضلاً على أنها تشكل قاعدة لكتابة تاريخ شمولي محدد الأطر لتفتح آفاقاً لمقارنات بنّاءة بين الكتابات ذات الصفة العمومية والكتابات الأكاديمية. وخاصة أن معظم مؤرخي تلك الحقبة المعاصرين لها هم إما من المستشرقين أو من ضمن حاشية المستعمر وفي هذا الحال لا يمكننا تجاوز الحديث عن الكتّاب الأوروبيين خلال حقبة المدّ الاستعماري ففي غالبهم ينتسبون إلى المدرسة الكولونيالية المبنية على نظرية المركز والأطراف، فالغالب على تلك الكتابات رغم هيكلها العلمي عنصرية المضمون ، وفي حقيقتها ما هي إلا امتداد لحقبة الاستشراق التي وصف روّادها حركة التاريخ الشرقي  بالركود وأن حركة الاستعمار الأوروبي كانت ضرورة تاريخية لإخراجها من تلك الحالة.

([1]) Jameson. F. Archaeologies of the future "The Desire Called Utopia and Other Science Fictions. Verso publications. London. 2005. Pp. 87, 89.

 ([2])Engels. F. Socialism Utopian and Scientific. Published by Resistance Books Australia. 1999. Pp. 80-81