قضايَا المصطلحِ اللُّغويِّفي المجلات الأردنيةِ المحكّمةِ (1990- 2008م)

المشكلاتُ والحلولُ

الملخص

فإن قضية المصطلح اللغوي قضية جديرة بأن تسخر لها الجهود؛ بغية انتشالها من هوة التشتت والضياع التي تعيشه، وهي قضية تخص كل فروع العلم والمعرفةبشتى أنواعها وتخصصاتها؛ ولكننا نلحظ متانة العلاقة فيما بينالعلوم اللغوية وبين المصطلحات؛ إذ المصطلح وسيلة التواصل بين مستعمليه، سواء أكان ذلك الاستعمال حياتيًّا أم علميًّا؛ وبناءً على ذلك اهتم الدارسون- القدماء والمحدثون- بالمصطلح؛ لأن"المصطلح جزء من المنهج العلمي، ولا يستقيم منهج إلا إذا قام على مصطلحات دقيقة تؤدي الحقائق العلمية أداءً صادقًا".

لذلك اهتم العرب بالمصطلحات العلمية، وكانت (الحقيقة الشرعية) أول روافدها، وهي ألفاظٌ كانت ذات معان لغوية خاصة، ثم نقلها الإسلام إلى معان جديدة لم تكن موجودة من قبل، مثل: الشهادة، والإيمان، والكفر، والفسق، والنفاق، والصلاة، والصوم، والزكاة، وزادت أهمية المصطلحات حينما بدأ عهد الترجمة، وأخذت الحياة العلمية في النمو والازدهار، وكان قدر كبير من العلوم بعيدًا عن العرب قبل البعثة المحمدية، ولم تكن لهذه العلوم ألفاظٌ أو مصطلحاتٌ تدل عليها عند اشتغال العرب بها، وقد بذل اللغويون والمترجمون ما في وسعهم من جهودٍ عظيمةٍ لتذليلها، واستطاعوا أن يضعوا للجديد لفظًا عربيًّا أصيلًا، ويعرِّبوا ما كان دخيلًا، وما كـاد القرن الرابع للهجرة ينتهي حتى استقر كثيرٌ من المصطلحات، وأصبح أكثرها عربيًّا بصفة عامة، في شتى مناهج الحياة الفكرية.وزادت العناية بالمصطلح بعد أن تشعبت العلوم وكثرت الفنون، وكان لابد للعرب من وضع مصطلحات جديدةٍ لما هو جديدٌ، مستعينين بوسائل أهمها: الوضع، والقياس، والاشتقاق، والترجمة، والمجاز، والتعريب، والتوليد، والنحت_.